المغرب يُثبّت علاقاته مع "الحكّام الجدد" في إفريقيا بعد مُضي أشهر على "الانقلابات والانتخابات"
أبانت المواقف التي أعربت عنها عدد من البلدان الإفريقية، عبر ممثليها الدائمين في الأمم المتحدة، خلال جلسة لجنة الـ24، عن نجاح المغرب في تثبيت علاقاته مع هذه البلدان، بالرغم من التغيرات التي طرأت على الأوجه السياسية الحاكمة في عدد من بلدان القارة في العام الماضي، سواء عبر إنقلابات عسكرية، أو عبر انتخابات عادية.
وفي هذا السياق، جددت الغابون خلال الدورة العادية للجنة الـ24 المنعقدة بين 10 و21 يونيو الجاري بنيويورك، تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، معتبرة أنها تشكل "الحل القائم على التوافق" من أجل إنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وكانت الغابون قد شهدت غشت من العام الماضي انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس علي بونغو الذي كان على علاقات جيدة مع الرباط، وأعلن قادة الانقلاب عن تولية الجنرال أوليغي نغويما زعيما لهم، وهو الذي يسير شؤون البلاد حاليا بعد وضع بونغو تحت الإقامة الجبرية.
وفي الوقت الذي كانت الشكوك تحوم حول مستقبل العلاقات بين الغابون والمغرب، بعد الإطاحة بصديق الرباط علي بونغو، إلا أن الحاكم الجديد في ليبرفيل، وضع حدا بشكل سريع لكافة الشكوك، وأكد على استمرار العلاقات الجيدة والمتينة مع المملكة المغربية، وهو ما تُؤكد مواقف الغابون اليوم من قضية الصحراء المغربية.
كما سجلت لجنة الـ24 موقفا إيجابيا آخر لبلد إفريقي لصالح المغرب في قضية الصحراء، ويتعلق بدولة السنغال، التي أكدت مرة أخرى دعمها الكامل والثابت لسيادة المغرب الوطنية ووحدته الترابية، ولمبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة من أجل إيجاد حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
ويُجدد هذا الموقف السنغالي، التأكيد على استمرار دكار تحت قيادة الحاكم الجديد الشاب، باسيرو ديوماي فاي، الذي فاز مؤخرا بالانتخابات الرئاسية التي أطاحت بالرئيس السابق ماكي سال، (الاستمرار) على نهج من سبقه من الرؤساء السابقين الذين دعموا المغرب في قضية الصحراء ووحدته الترابية.
ويُتوقع أن تشهد الدورة العادية للجنة الـ24 في نيويورك، مواقف إيجابية جديدة في مقبل الأيام لعدد من البلدان الإفريقية الأخرى، مما يؤكد نجاح الرباط في تحقيق "اختراقات دبلوماسية" عميقة في العقد الأخير داخل القارة، مما يضمن تثبيت علاقاتها بالرغم من تغيير الحكام.
وتجدر الإشارة إلى أن دول أخرى، مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو، بدورها سجلت في العامين الأخيرين حدوث انقلابات عسكرية أطاحت بالأوجه القديمة، وصعدت بأوجه عسكرية جديدة، لكن بالرغم من ذلك نجحت الرباط في إنشاء علاقات جيدة معها.
ويُشار في هذا الصدد، إلى أن بوركينافاسو ومالي والنيجر، إضافة إلى التشاد، أعلنوا جميعا تحت قيادة الحكام الجدد، عن إشادتهم بالمبادرة الأطلسية التي أعلن عنها المغرب في الشهور الماضية، والتي تهدف إلى منح دول الساحل منفذا بحريا على الواجهة الأطلسية، لإنعاش تجارتها الخارجية وإخراجها من عزلتها بسبب عدم وجود أي منفذ بحري لهذه البلدان.




